قبل أربع مواجهات مؤجلة من محطات مختلفة في مرحلة الذهاب لدوري المحترفين لكرة القدم، باتت حكاية كتابة الأرقام العنوان الرئيسي في تيار المعادلة.
ووفقاً لما جرى من مواجهات، عاب الموسم الكروي الأداء الضعيف والكثير من المشاكل منها إضرابات اللاعبين والأجهزة الفنية والتغييرات المتكررة على الأجهزة الفنية.
ورغم عدم القدرة على توصيف الجزء الثاني وطبيعة التكهنات، إلا أن بعض الإشارات إلى طبيعة المنافسة تتضح بين الحسين والوحدات بنسبة متفاوتة بينهما، في الوقت الذي دخلت عديد الفرق النفق المظلم في صراع النجاة على وجه التحديد.
وربما لم يكن الحسين صاحب التتويج الأخير ثابت المستوى في المواجهات، إذ تراه يفوز بسهولة وقد يعاني حتى الوقت القاتل وهذا ما حدث الليلة الماضية أمام شباب الأردن في ختام الأسبوع الأخير من فصل مرحلة الذهاب.
وبينما تسلط «الرأي» الضوء على تلك المرحلة، بالتأكيد يستحق الحسين الثناء حتى الآن لأسباب واضحة المعالم، أهمها المحافظة على فارق خمس نقاط مع أقرب المطاردين، وإن كان ذلك الفارق لا يعني الضمانات الأكيدة، إلا أن المسافة شبه مريحة للمتصدر.
استفاد الحسين من الصفقات المؤثرة، وهو الأكثر خطفاً لنجوم المنتخبات الوطنية وحقق نتائج لافتة الأنظار، لا بل رشحه الخبراء للاحتفاظ مجدداً باللقب، وتلك الأخبار جاءت بعد مجهودات من يزيد أبو ليلى ومحمود مرضي ويوسف أبو جلبوش وأدهم القرشي والبقية.
ودخل الوحدات تيار المنافسة من الباب الواسع وهو يسير خلف المتصدر بقوة بعد أن سجل رباعية في شباك الرمثا على أرض الأخير كشفت أنه المتسابق الأبرز الآخر لمعطيات اللقب قياساً للأحداث.
واستفاد الوحدات من مجموعة عناصر أثبتت ذاتها في مقدمتها مهند سمرين وعامر جاموس وورقة المحترف سيزار، وبالتالي كان العمل الواضح من حيث الإنتاج، ويمكن الجزم أن الفريق يعيش فترات سعيدة وسط إشادات بتحركات نشطة.
على الطرف الآخر، لم يقنع الرمثا أنصاره على اعتبار تلك الأخطاء المرتكبة والإهدار العجيب للفرص رغم محاولات متكررة من علي العزيزة وبشار الذيابات وخبرة حمزة الدردور، ويبقى السؤال لدى أنصار الغزلان.. هل يستطيع الرمثا استرجاع خارجة الصراع على اللقب؟!.
ولم ينجح الأهلي بفرض أبجدياته الكاملة، مع أن انطلاقته كانت تعني الكثير بخطف النقاط وسطوع الأداء ومضمون النتائج قبل التراجع في الأسابيع الأخيرة من عمر المرحلة ولعل مباراته الأخيرة مع الصريح زادت تعطيل خط الملاحقة، فيما يمكن الإشادة بموهبة أحمد سريوة ودفاع وتسجيل حسام أبو سعدة.
ولا يحتاج الفيصلي للشرح الكثير.. بعد أن كشفت الأرقام حالة النادي من الألف إلى الياء وابتعاده كثيراً عن ساحة العمل والنضج على صعيدي النتائج والأداء، حتى أن تلك الرباعية بمرمى مغير السرحان لم تمنح اضافات إلى عقلية النجاح وإن كان نجم الفريق خالد زكريا هو الثابت الوحيد في القائمة من حيث الأفضلية.
ومن الصعب تجاوز وجود شباب الأردن الباحث عن إثبات الذات المعتاد، خصوصاً أنه من الفرق المجتهدة ويعمل حسب الموجود ويحقق النتائج ويكسب النقاط، وفي شأن النقاط فقد كثف المحاولات لتقديم ضمانات لنفسه بحضور مواهب فيها محمد طه وأيهم هشام.
بالمجمل العام أيضاً، استيقظ الجزيرة من كابوس مزعج وعاد لسكة الانتصارات الثقيلة وما السداسية في مرمى العقبة سوى ترجمة للسعادة لإنقاذ المشهد ومغادرة مكان الازدحام الأرضي، مستفيداً من نشاط زيد أبو عابد وعدي القرا وغيث المدادحة، فيما أصاب الصداع تيار العقبة بخسائر متتالية وصدمات لايعرف من أين يتلقاها، وبالتالي لم يتحسن الفريق وبات رسمياً أسوأ حصاد له منذ الالتحاق برحلة المحترفين.
الملخص الرئيسي يأتي تشخيصه بمصطلح صراع واسع النطاق في الطوابق كافة وعليه بالتأكيد ستكون مرحلة الإياب أشد شراسة كالعادة وفيها يتضح من لديه القدرة حتى النهاية الوصول إلى خط النهاية بالنقاط المطلوبة.
على الصعيد الرقمي، ارتفع السقف التهديفي في الأسبوع 11 بعد نتائج ثقيلة بالسداسيات والرباعيات وفي 6 مباريات تم تسجيل 26 هدفاً، وهي نسبة مرتفعة جداً بالموسم 2024-2025، وبعد فوز الحسين على شباب الأردن 2-1، الوحدات على الرمثا 4-0، الفيصلي على مغير السرحان 4-1، السلط على معان 4-0، الجزيرة على العقبة 6-2، تعادل الأهلي والصريح 1-1، عزز حامل اللقب الحسين قمة لائحة الترتيب بغلة نقطية 25، الوحدات والرمثا 20، الأهلي 17، الفيصلي 16، السلط وشباب الأردن 14، الجزيرة 13، الصريح ومغير السرحان 9، معان 8، العقبة 4.
- رغم الحدث عن انتهاء مرحلة الذهاب، إلا أن المباريات مؤجلة من المسابقة بسبب مشاركة الحسين والوحدات في دوري أبطال آسيا 2، فيها أهمية ربما تفوق اللقاءات السابقة نظراً لحاجة كل نقطة.
وللتذكير بحسب جدول المسابقة تلك المباريات ستجمع الوحدات والجزيرة، العقبة والحسين من الأسبوع العاشر، السلط والوحدات، مغير السرحان والحسين من الأسبوع الرابع وجميعها ستقام الشهر الجاري.
- العزوف الجماهيري أكثر القصص المؤرقة لدزينة فرق الدوري وأسرة اتحاد اللعبة، حيث شهدت بعض المباريات حضوراً لا يتجاوز عشرات الأشخاص، حتى أن بعض الحوارات التنافسية في القمة غابت عن الرقم المطلوب ولم تصل لنصف العدد الذي كان يتابع بالمواسم السابقة، مع الإشارة إلى وجود مقاطعة من أنصار أندية لأسباب مختلفة.
- المنشآت الرياضية الشغل الشاغل لوزارة الشباب في الفترة الأخيرة، حيث أوصل الجمهور الكثير من الملاحظات بهذا الخصوص، ورغم الوعود المتكررة بتحسن الأمور، إلا أن الحال لا يشهد أية ملامح بذلك.
- تغيير نظام الدوري بما يخص هبوط أربعة فرق، جعل التضاريس صعبة على أهمية كل مواجهة، وبالتالي غابت التوقعات عن النتائج المعتادة، ومن غير الممكن القول أن تلك المواجهة محسومة أو مضمونة، وعلى الصعيد الحسابي بالمنطق هناك 9 فرق من أصل 12 بدوامة قلق الهبوط.
- استمرت الشكاوى لدى اتحاد كرة القدم من أركان اللعبة مطالبة بمستحقاتها من الأندية، فيما لجأ بعض اللاعبين والمدربين كسباً للوقت بتوجيه شكاوى إلى "فيفا" بعد فقدان الأمل بتحصيل الحقوق.
- تكررت الحكايات المزعجة داخل جدران الأندية كالعادة بخصوص الصناديق المالية المرهقة دون إيجاد الجواب، لتضطر بعض الأندية بيع ممتلكات مسجلة باسمها وسط معارضة شديدة من الأنصار.
- بالتزامن مع قرب انتهاء فصل مرحلة الذهاب، تجري هذه الأيام انتخابات مجالس الإدارات لولاية جديدة دون تغييرات على الأشخاص منذ سنوات طويلة، حتى أن بعض الأفراد أكملوا قرابة 20 عاماً ضمن تلك المجالس.